إنها «العاصمة» بعبق تاريخها وعمقه، وسحر تراثها وعراقته، وروعة عمارتها وجمالها..

«القاهرة» بشوارعها وحواريها ودروبها.. بأحيائها القديمة.. الشعبية والمتوسطة والراقية.. بدواوينها الحكومية ومنشآتها.. بـﭭيلّاتها وقصورها.. بمتاحفها وسينماتها ومسارحها.. بأسواقها وبازاراتها ومحلاتها.. ومقاهيها!

«المحروسة» بمساجدها وكنائسها ومعابدها.. بمقامات أهل البيت وأضرحة أوليائها الصالحين.. بمآ ذنها وقبابها وزواياها.

إن مَن يطالع هذا الكتاب الشيق الذي يضم بين دفتيه صورًا فوتوغرافية نادرة،

يشعر ـ حقيقةً ـ بمتعة خفية.. و أسى دفين! :

ـ متعة خفية تسري في وجدان الإنسان كله تُدفئ مشاعره، وتُنعش فؤاده، وتُنبه ذاكرته، فنراه يعيش، منجرفًا بالحنين إلى الماضي، يعيش حالة من التأمل يستعيد فيها ذكريات تلك الأيام الخوالي.. حيث الهدوء.. والنظافة.. والجمال.. والفن!

ـ و أسى دفين ينبع من الأعماق يكسو واقع الإنسان بمسحة من الحزن على ما آلت إليه الأوضاع العامة.. فصار التدهور بديلًا للتطور، نتيجة لعوامل متعددة، أبرزها الانفجار السكاني بما خلّفه من زحام وضوضاء.. وقبح معماري وعشوائيات.. وتلوث سمعي وبصري وبيئي خطير!