شجرة النور

ebook رواية

By لطيفة الحاج قديح

cover image of شجرة النور

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

سكتت مرة أخرى وبان عليها الشرود، وكأنها غاصت في لجج ذاتها العميقة. فذكّرها حمزة بأنه ينتظر جوابها، فقالت بعد تفكير: ـ أنت شابٌ لامع تتمناه أية فتاة عاقلة، وطلبك مدعاة فرح لي، ولكن هل أنت قادر على دفع مهري؟ ـ وما هو مهرك يا سكينة؟ ـ مهري..؟ ـ قولي أرجوك، فسوف أدفعه، مهما كان غالياً..! ـ مهري هو الثأر، نعم الثأر يا حمزة ممن قتل أمي، وشقيقتي،وطفليها بغير حق..! احتار بماذا يجيبها، فهو يعرف حق المعرفة، أنها تحبّه، ولن تشترط عليه ما لا يقدر على تنفيذه في الوقت الحاضر، فالوقت يغدره، وعليه أن يقرر ماذا يفعل بالنسبة لمستقبله، هل يغادر الى فرنسا قبل نهاية الشهر، ليلتحق بجامعته؟ أم يلتحق بها "هي" وينفذ ما تطلبه منه؟ ولكنه وجد لها عذراً: " لا شك أنها لا تزال واقعة تحت تأثير الصدمة..!" بعد تفكير قال: ـ وهل تحبين الموت إلى هذه الدرجة يا سكينة؟ ـ لا، بل أحب الحياة..! أريد أن أحيا، ولكن أخشى أن لا استطيع بغير الإنتقام؟ سكتت قليلاً، ثم أردفت قائلة: ـ لا أدري، ربما أكبر دليل على حبّنا للحياة، هو شعار:"أريد ان أنتقم للذين أحبهم"، ما رأيك أنت؟ ـ طبعا، طبعا،ً فهمت ما تقصدين يا حبيبتي، فالموت هنا ليس سوى في خدمة الحياة، الحياة الحرة الكريمة..! ولكن من منّا لا يريد الانتقام من هذا العدو الغادر؟

شجرة النور