هاربون من الموت : السوريون و الطريق إلى أوروبا

ebook

By فولفجانج باور

cover image of هاربون من الموت : السوريون و الطريق إلى أوروبا

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

"يقول المؤلف في ربيع سنة 2011 كان أصدقائي يتهامسون بأن مصر هي ""الحرية""، ثم زادت تلك الهمسات فيما بينهم وأصبحت: مصر هي ""الأمان"". كانوا ينتظرون من مصر أن يتمكنوا من العيش فيها بتواضع لا بأس به. كانت أصول هؤلاء الأصدقاء من سوريا؛ تلك البلاد التي تغرق في اللهيب في هذا الصيف الحارق. قال لي أحدهم ""حياتي راح تبلش من جديد لما بشوف الأهرامات قدام عيني"". لم يكن لديهم أدنى معرفة واقعية عن تلك البلاد التي لم يزوروها أبداً قبل ذلك الوقت. معرفتهم بمصر لم تكن إلا من خلال الإنترنت وبرامج التليفزيون.لقد أتوا إلى مصر وعاشوا فيها كل شيء رائع. لم تكن هذه الحال إلا في البداية فقط. لقد تبدّلت الأحوال.تجربة اللجوء في حد ذاتها هي تجربة إنسانية عامة وشاملة، لم تفلت منها قارة على وجه الأرض ولا ثقافة من الثقافات أبداً. لم ترحم ظاهرة اللجوء أي مجتمع على وجه البسيطة؛ من آسيا إلى أوروبا، انتهاءً بأمريكا. بل أستطيع القول من تجربة شخصية؛ من بين كل معارفي ليس هناك أيّ شخص لم يكن أجداده لاجئين في زمنٍ ما. بعضهم ماتزال تجربة اللجوء قريبة في تاريخه العائلي؛ تعود إلى بضع سنوات فقط، بينما يتحدث آخرون عن نفس التجربة التي حدثت منذ قرون عديدة. حتى عائلتي الضيّقة تتكون من أناس أصولهم بطريقة أو بأخرى من البرتغال، من أوكرانيا، بولندا وإيطاليا. كانت ألمانيا محطّتهم الأخيرة على طريق الهرب واللجوء. فيما كان بعضهم الآخر مهاجرين من مناطق فقيرة من ألمانيا نحو مناطق أكثر غنىً ورغداً.هذه التجارب المختلفة لم تغّير الأشخاص الهاربين من أقدارهم فقط، ولكن غيّرت أيضاً البلاد التي ذهبوا إليها. هناك أقاليم مجتمعية تعرّضت لضغوطات كبيرة وعميقة بسبب موجات اللاجئين من البشر؛ وذلك بسبب عدم قدرتها على استيعاب ودمج القادمين إليها لسبب أو لآخر. لقد غرقت هي الأخرى في تناقضاتها القديمة والجديدة. إلا أن هناك بلاداً استطاعت أن تستوعب الطاقات الكامنة عند هؤلاء المهاجرين الجدد، واستطاعت قبل أي شيء أن تستخدم تلك الموارد خير استخدام، وذلك عبر اكتشاف ودعم إمكانيات ومواهب هؤلاء الغرباء وتنميتها وتطويرها من أجل ارتقاء هذه المجتمعات نحو درجات أفضل على سلم المدنية والحضارة.ها هو العالم العربي يغرق في نفس الأوحال التي اجتاحت أوروبا من 70 سنة وأغرقتها بالحروب الهمجية وبالكراهية وبالعنف."

هاربون من الموت : السوريون و الطريق إلى أوروبا