إن النفس تصاب كما يصاب الجسد؛ وعليه فعلاجها ممكن في مجال الطب النفسي؛ وهذا الكتاب هو في طريق سلامة النفس لا غير؛ ولقد فكر مؤلفه في تأليفه بعد أن طرحت عليه أسئلة؛ تبحث عن أجوبة تنير طريق السائل، وتساعده على فهم ما يعانيه في حياته اليومية؛ ومنها أسئلة افتراضية لها علاقة بالإنسان المعاصر؛ وقد وضعها المؤلف وضعا في طريق توعية القارئ إلى ما يراه صحيحا في مواجهة المشكلات؛ للخروج منها، والعمل على تجنبها في مستقبل الأيام، والأهم من هذا كله هو أن (العلاج) في هذا الكتاب قائم على أجوبة أساسها المنهج الذي صورته: وعي الفرد بمشكلاته، وقبول الفرد لذاته، والكفاءة للتعامل مع المشاكل، والشعور بالأمان، واحترام قيم المجتمع، ودور الإرشاد والتوجيه، والتدرج في النصح بلا عنف ولا توبيخ؛ وغاية هذا المنهج في الأساس هي تحقيق الذات لا غير؛ ومن عناوين الأسئلة الواردة في الكتاب: الكرامة، والخوف من المستقبل، واليأس، ودار العجزة، والتردد، والرسوب، والقرار، والإرادة، وغيرها، ويحوي الكتاب أيضا مجموعة من الموضوعات ممتعة للقارئ، وعليه أن يتعلم منها؛ ومن هذه الموضوعات: الحب في طريق المحبة، وترى زوجها كأبيها، والعانس، والرجل الشهم، وغيره، كما ضمن المؤلف الكتاب مجموعة من النصوص المختارة للقراءة والتأمل؛ والتي منها: ملك الفرس وصاحب المطبخ (لابن عبد ربه)، ومن وصايا علي كرم الله وجهه، واحذروا الغضب (لأبي زكريا الرازي)، وغيره.