الصفات العامة و المهارات الدعوية في مرحلة الشباب من خلال قصة أصحاب الكهف

ebook

By بسيوني نحيلة

cover image of الصفات العامة و المهارات الدعوية في مرحلة الشباب من خلال قصة أصحاب الكهف

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today
Libby_app_icon.svg

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

app-store-button-en.svg play-store-badge-en.svg
LibbyDevices.png

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Loading...

الشباب هم نبض واقع الأمم، وبشائر مستقبل الشعوب؛ فبقدر ما تقدم الأمم لشبابها من تربية وإعداد وتضحيات، بقدر ما تظهر بشريات مستقبل باهر يانع. والشباب هم مرآة المجتمعات، في أسسها وتقاليدها، والسياسات، في فلسفتها وتوجهها، والدعوات، في رسالتها ومبادئها. من خلالهم يرى المحللون طبيعة المجتمع، وأسسه الأخلاقية، ونظمه السياسية، ويتعرف الدارسون على ثقافة وتقاليد البيئة المحيطة. والشباب-كمرحلة عمرية بشكل عام- مفطور على أوصاف وخصائص مشتركة، تجمعهم في كل زمان ومكان، ولكن تأتي الأحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية التي تحوط مجتمع الشباب ومنشأهم؛ لتصقل هذه الخصائص الشبابية وتوجهها. إما إيجابا: بتنمية المهارات، واستغلالها لدعم الحق، ونشر الفضائل، وبناء الحضارات. وإما سلبا: في إضعاف، وإماتة جوانب التميز عند الشباب؛ مما يولد طاقة عكسية مضادة للحق والعمران، أو يطفئ جذوة الحماسة المتقدة في مهدها. ومثال النوع الأول: هم شباب قصة (أصحاب الكهف) في القرآن الكريم، الذين حولتهم الظروف السياسية الطاغية، والأوضاع الاجتماعية القاسية، إلى أن يكونوا قادة في الإصلاح، وأعلاماً في الدعوة إلى الخير، ونماذج في الثبات على المبدأ والقيم الفاضلة، وقدوات في التضحية المخلصة، والإرادة الصادقة؛ فكانوا المحرك المنشط لشرائح المجتمع اليائس، المستكين للباطل وأعوانه؛ فبهم اندفعت حركة التغيير، في صيحة التوحيد المدوية ﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾( ). ومن هنا بدأت مسيرة أخرى، تأخذ الشباب نحو واجبات فرضها الواقع والتحديات؛ فكانوا دعاة إلى الله، قاموا بواجب البلاغ والبيان، في حكمة وذكاء، وحفظوا ثوابت الدعوة وأصولها من الانحراف والذوبان؛ فأقاموا بيئة جديدة، ومحضنا غير مألوف لطلائع الشباب؛ فاستحقوا أن يجري الله عليهم آية من آياته، ويجعلهم ذكراً ممتداً، امتداد الليل والنهار، مع قراءة آيات القرآن.

الصفات العامة و المهارات الدعوية في مرحلة الشباب من خلال قصة أصحاب الكهف