جاءت هذه الصفحات التي أسميتها " بمعادلات صناعة الإنسان "، أو إن شئت قلت: _ معادلات قرآنية ـ ذلك أنها تشكيلات وتركيبات وتكوينات قرآنية فريدة أشبهت بتآلفها وانسجامها وترابطها معادلات مكتملة منضبطة في أركانها وعناصرها ومجالاتها ومظاهرها وآثارها وثمارها، وهي معادلات واضحة بينة ترشد وتدل وتشهد على عظمة قدر هذا الكتاب الكريم في تكامل منهجه لبناء الإنسان وإعداده وتكوينه لحمل الأمانة.ولعل مثل هذه الدراسات تكوّن لوناً جديداً في التفاعل مع القرآن فهماً وتدبراً، تمكن الدارسين للقرآن من وسائل وطرائق وآليات جديدة للتدبر، ذلك في الوقت الذي نرى فيه حرص المتخصصين على إبراز قيم القرآن ودلالته من خلال التفسير الموضوعي الذي وجدنا ما قدم فيه من جهود إلى اليوم يقتصر نفعها في الأغلب على المختصين بعلوم التفسير والقرآن الكريم.ويأتي مثل هذا الجهد الذي نقدمه ليلبي حاجة الشباب والجيل اليوم، في سهولة تناول القرآن لتدبره والكشف عن قيمه، حيث نعلم أن قيم القرآن كنوز تحتاج إلى من يستخرجها، ولعل هذا النوع يعين على استخراج هذه الكنوز وهذه القيم. وسيجد القارئ الكريم أن لكل معادلة هدفها الخاص. وأنها في مجملها تتكامل جميعها لتؤدي وظيفة شاملة هي وظيفة القرآن والغاية التي لأجلها أنزله الله تعالى.