كانت الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة القوة العظمى الوحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 وانتهاء دوره على الساحة الدولية بعد صراع بين القوتين، الا أن السنوات السابقة شهدت عودة روسيا الإتحادية على الساحة الدولية منذ تولي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن السلطة عام 2000، فيما شبهه الكثير من الإعلاميين والدارسين بمجال العلوم السياسية "بعودة الدب الروسي، واستيقاظه من ثباته العميق"، نتيجة لما أحرزته روسيا الإتحادية من استعادة الاقتصاد الروسي لعافيته عبر العائدات الناجمة من موارد النفط والغاز الطبيعي، بل وسعت روسيا الاتحادية نحو استعادة دورها كقوى دولية أيضًا، وذلك من خلال الطفرة التي شهدتها القدرات العسكرية الروسية، كما اتجهت روسيا إلى استعادة دورها خاصة بالشرق الأوسط من خلال التحالف الإستراتيجي الذي يربط روسيا بكل من إيران وتركيا وعلاقتها مع إسرائيل، فضلًا عن العلاقات البراجماتية في المجال الاقتصادي، وعقود السلاح التي أبرمتها مع عدد من الدول العربية، والسعي نحو إقامة علاقات مع الدول الخليجية، وهو ما اصطدم بالمصالح الأمريكية بالمنطقة، والتي تمثل أحد مراكز نفوذها، خاصة في ظل علاقتها بإسرائيل، والعلاقات الاقتصادية والعسكرية التي تربطها بالدول العربية. ترتبط مصر بعلاقات مهمة مع كل من الدولتين تخللتها فترات من التعاون وأخرى من التوتر، نتيجة ما تشهده مصر من أحداث منذ عام 2011، فخضعت العلاقات المصرية الأمريكية إلى مراحل من الشد والجذب، خاصة مع اختلاف توجهات الإدراة الأمريكية نحو الأحداث المتلاحقة في مصر واختلاف توجه السياسة الخارجية المصرية التي سعت إلى بناء علاقات تعاون مع عدة دول حول العالم، بعد ثلاث عقود من تقارب العلاقات المصرية الأمريكية، ومنذ النصف الثاني من عام 2013، اتخذت العلاقات المصرية الروسية منحنى جديدًا من خلال دعم التعاون المشترك بين البلدين في العديد من المجالات، بما أشار إلى إمكانية حدوث مزيد من التقارب في العلاقات المصرية - الروسية، خاصة في ظل تنويع مصر لمصادر تسليحها، حيث تمثل روسيا أحد أهم هذه المصادر. تمثل وسائل الإعلام مصدرًا أساسيًا – إن لم تكن المصدر الوحيد في بعض الأحيان – لمتابعة الأحداث والقضايا المرتبطة بمختلف دول العالم، وتتعدى ذلك إلى تكوين اتجاهات الجمهور عن تلك الدول، وتشكيل الصورة الذهنية عنها، وعن نظمها السياسية وشعوبها، إلا أن ما تقدمه وسائل الإعلام والصحافة عن الدول الأجنبية لا تقدمه بمعزل عن البيئة المحيطة، بل هو نتاج لعدد من الاعتبارات التي تحدد طبيعة ما تقدمه الصحف والكيفية التي يتم بها ذلك، منها اعتبارات ترتبط بالثقل السياسي والاقتصادي العالمي للدولة الأخرى، وما ترتبط به من علاقات مع الدولة التي تنتمي إليها وسيلة الإعلام، ومنها ما يتمثل في عوامل ترتبط بوسائل الإعلام نفسها، تتمثل فيما تمتلكه من إمكانات بشرية ومادية، وتأثير القائمين على صناعة الخطاب الصحفي، فضلًا عن ضغوط العمل من عامل الوقت، والمنافسة بين مختلف الوسائل لتحظى بأولوية لدى الجمهور كمصدر لمعلوماته، إلى جانب اعتبارات الربح من عائدات الإعلان والتوزيع.