في هذا الكتاب شذرات من حياة "حُفّاظ القرآن" (العطاء الإلهي والموهبة الفطرية)، الذين تنزلت عليهم الكرامات، وتخطوا الطاقة البشرية، فقد وجد مؤلفه العشرات من الأطفال يحفظون القرآن حفظًا متينًا، ولا يخرمون منه حرفًا، ولا يسقطون كلمة، فهناك طفل حفظ القرآن في الرابعة، وآخر في الخامسة، وثالث في السادسة، فكانوا وحيدي دهرهم في حفظهم، وساحري زمانهم في جودة قريحتهم وسيلان ذهنهم، إذ وهبهم الله حافظة قوية توشك أن تبلغ حدّ الإعجاز، فصار الحفظ فيهم طبعًا لا تكلفًا، والتركيز على الطفولة مهم، لأنها مبدأ حيز الوعي والحس، ومدرجه وعتبته، وأولى منطلقات ركائزه وأسسه، فمن ينهل من القرآن في طفولته المبكرة، ويرتشف من نميره العذب، ويختلط القرآن بلحمه ودمه، فإن بناءه النفسي وتشكيله الفكري، وممارسته السلوكية ستصاغ على هدي الوحي، إذ تتبلور معالم شخصية الإنسان، وتتحدد سماتها في فترة الطفولة المبكرة، فإذا كان فيها قريبًا من القرآن متتلمذًا على آياته، فسيكون قرآنيًّا في توجيهاته، ومسارات حياته، وقد قسم الكاتب كتابه هذا إلى قسمين: القسم الأول: دراسة، ويحوي ثمانية فصول، جاءت عناوينها على النحو التالي: من خصائص القرآن الكريم: سهولة حفظ على جميع الألسنة، ومسألة: تحفيظ الصبيان القرآن، ومتى يبدأ الطفل حفظ القرآن الكريم، وكيف نغرس في أطفالنا حب القر آن الكريم؟، وعلموا أولادكم حفظ القرآن الكريم، وفوائد حفظ الأطفال للقرآن الكريم، والعوامل التي ساعدت الأطفال على حفظ القرآن في سن مبكرة، وأخيرا خطوات نحو التميز في حفظ القرآن الكريم، والقسم الثاني: سِيَر حفاظ القرآن (العطاء الإلهي والموهبة الفطرية).